البندقية - يقول صناع فيلم مصري يتحدث عن المعاملة القمعية للنساء في الشرق الاوسط انهم تلقوا اشادة واسعة وأيضا انتقادات شخصية عميقة منذ عرض الفيلم.
ويدور فيلم /احكي يا شهرزاد/ الذي عرض خارج المسابقة الرسمية لمهرجان البندقية السينمائي حول هبة المذيعة التلفزيونية الناجحة التي يحثها زوجها على الابتعاد عن الحديث في أمور السياسة حتي يتمكن من النجاح في عمله.
وأبلغ المسؤولون الزوج كريم الذي يعمل نائبا لرئيس تحرير صحيفة حكومية في القاهرة انه مرشح لوظيفة رئيس التحرير اذا خففت زوجته من لهجة برنامجها الحواري الشهير.
لكن هبة من خلال دعوة نساء لرواية قصصهن الشخصية المأساوية تفضح عن غير قصد عيوبا أساسية في المجتمع المصري الذي يقول الفيلم ان النساء يعاملن فيه كأجساد من أجل الجنس فقط ويتعرضن لاستغلال الرجال وسوء معاملتهم.
وعندما تبين أن الرجل الذي خدع احدى النساء لابتزاز أموالها شخصية كبيرة في أحد الاحزاب السياسية بدأت حياة هبة الهادئة وزواجها الذي بدا سعيدا في الانهيار.
وقال المخرج يسري نصر الله للصحفيين في البندقية ان الهجوم العنيف على شهر زاد التي سميت على اسم بطلة "ألف ليلة وليلة" لم يأت من الرقابة فحسب بل من "اتجاهات أصولية ومحافظة في المجتمع".
وأضاف "الشيء الوحيد الذي اعترضت عليه الرقابة كان اللقطة الاخيرة من مشهد اجهاض اضطررنا لحذفه. المشكلات لم تأت من الرقابة".
وتحملت بطلة الفيلم منى زكي التي لعبت دور هبة معظم النقد الذي تقول ان بعضه كان شخصيا بصورة غير مبررة.
وقالت "صدمت بالرغم من انني كنت أتوقع الهجوم. كان /النقد/ قاسيا للغاية كان مبنيا على الكثير من الاحكام وكان يركز على
علاقتي الشخصية /مع زوجي/ أكثر منه على عملي. كان الامر يتعلق بالثقافة المصرية أكثر منه بالفيلم".
وأضافت أنها شعرت بالراحة من ردود الفعل الايجابية الكثيرة على الفيلم الذي قالت انه يحمل رسالة مهمة عن أسلوب معاملة
النساء في الشرق الاوسط.
وجاء رد الفعل في البندقية ايجابيا على نحو واسع فقالت دورية سكرين انترناشونال "من المدهش انه اذا ما كان أحد محط الرغبة الجنسية في هذا الفيلم فانهم الرجال وليس النساء وهو ما يلقي الضوء على جانب غير متوقع من العلاقات الجنسية في مصر".
وفي مصر وصف جوزيف فهيم من صحيفة ديلي نيوز ايجيبت الفيلم بانه أحد أهم الافلام المصرية في عشر سنوات.
وكتب "شهرزاد فيلم تحتاجه مصر تماما انه دعوة تنبيه للعالم البائس الذي صنعه القادة السياسيون ورجال الدين والاباء".
وقال المخرج المصري نصر الله انه فضلا عن تناول احتقار النساء المتفشي في المجتمع المصري فان هدفه هو اعادة النساء الى صدارة السينما المصرية التي همشتهن منذ أكثر من 20 عاما.